باقة من زهور الفاوانيا ونفس الطفل والأوكالبتوس، لمسة من العطر المهدئ في اللحظات الدافئة

طوال مسار الحياةكثيراً ما نصادف أشياءً جميلةً تُلامس قلوبنا فجأةً. بالنسبة لي، تُشكّل باقة الفاوانيا والياسمين النجمي والأوكالبتوس عطراً فريداً ومُهدئاً في اللحظات الدافئة. تُوضع بهدوء في زاوية الغرفة، لكن بقوتها الصامتة، تُريح روحي وتُضفي على كل يوم عادي إشراقةً مشرقةً.
تلك الفاوانيا، وكأنها تخرج من لوحة فنية قديمة، أشبه بجنية في غاية الأناقة والرقي، بتشكيلة من الوضعيات الرائعة. بدت الشهب كالنجوم المتلألئة في سماء الليل، كثيرة وصغيرة، متناثرة هنا وهناك حول الفاوانيا. أما الأوكالبتوس، بأوراقه الخضراء الباهتة، فيبدو كنسيم منعش، يضفي لمسة من الهدوء والطبيعية على الباقة بأكملها.
عندما تسلل أول شعاع من ضوء الشمس عبر النافذة وسقط على الباقة، أضاءت الغرفة بأكملها. بدت بتلات الفاونيا أكثر سحرًا وجاذبية تحت أشعة الشمس، وأشرق اليانسون النجمي بضوء ساطع، وفوحت أوراق الكينا بعبير خافت. لم أستطع إلا أن أقترب من الباقة، وأجلس بهدوء لبرهة، وأشعر بهذا الجمال الذي وهبت به الطبيعة.
في الليل، عندما أعود إلى المنزل بجسدي المنهك، وأفتح الباب، وأرى باقة الزهور لا تزال تتلألأ ببريقها، يبدو أن كل التعب والتوتر قد زالا تمامًا. أتذكر كل تفاصيل اليوم، وأشعر بالسكينة والدفء.
في هذا العصر سريع الوتيرة، غالبًا ما نغفل عن جمال الحياة. لكن هذه الباقة من الفاونيا والياسمين النجمي والأوكالبتوس، كشعاع نور، تُنير زوايا قلبي المنسية. علّمتني أن أكتشف الجمال في الأشياء العادية، وأن أُقدّر كل ذرة دفء وعاطفة من حولي. ستظل ترافقني، وستُصبح مشهدًا أبديًا في حياتي.
الكرز يسرع ال الشهادة


وقت النشر: ١٩ يوليو ٢٠٢٥