فرع واحد من خمسة نباتات الهندباء، إنه مثل شعاع من الضوء في الحياة، يضيء بهدوء تلك الزوايا الصغيرة المليئة بالشعر.
عندما رأيتُ هذه الهندباء لأول مرة، انجذبتُ بشدة لشكلها الفريد. تختلف عن الهندباء العادية أحادية الرأس، فهي تحتوي على خمس كرات صغيرة مرحة وجميلة على ساق زهرة نحيلة لكنها متينة، كخمسة أقزام حميمة، تروي قصة الريح. أدر ساق الزهرة برفق، ثم رجّ الكرة قليلاً، في وضعية خفيفة، كما لو أن الثانية التالية ستركب الريح لتذهب، باحثةً عن مبتغاها، مفعمة بالحيوية والنشاط.
ضعها في جميع أركان المنزل، لتضفي جوًا شعريًا غير متوقع. وضعتها على حافة نافذة غرفتي، فتسللت أشعة شمس الصباح الأولى وأضاءت الكرات الصوفية الخمس، واكتسى الوبر الأبيض بالذهب، وبدت الغرفة بأكملها وكأنها محاطة بهالة حالمة. كلما هبت نسمة خفيفة، رفرفت الستائر مع الريح، وتأرجحت أزهار الهندباء برفق، في تلك اللحظة، شعرتُ أن العالم كله أصبح رقيقًا وجميلًا.
على طاولة القهوة في غرفة المعيشة، أصبحت هذه النبتة أيضًا منظرًا طبيعيًا خلابًا. يزور الأصدقاء المنزل، وعندما يرون هذه النبتة الفريدة، ينجذبون إليها، ويلتقطون الصور بها. يتناغم لونها المنعش والطبيعي مع مختلف أثاث غرفة المعيشة، ويضفي عليها سحرًا خاصًا. بعد يوم عمل شاق في المنزل، وأنا جالسة على الأريكة، وقعت عيناي على هذه النبتة دون قصد، فخفّ التعب فجأةً، وأصبحت بمثابة رفيقة صامتة، تُضفي عليّ جوًا دافئًا وشاعريًا.
زهرة الهندباء ذات الغصن الواحد، ليست مجرد زينة، بل رمزٌ لحياةٍ هانئة. إنها تُمكّنني من إيجاد السلام والشاعرية في إيقاع الحياة السريع.

وقت النشر: 05-03-2025