في الحياة العصرية السريعةكثيراً ما نشعر وكأننا آلةٌ مُشغّلة، تعمل بلا هوادة وسط ضجيج الحياة وانشغالها. تمتلئ أرواحنا تدريجياً بالإرهاق والتفاهات، ونفقد تدريجياً إدراكنا لتلك العناصر الشعرية الرقيقة والجميلة في الحياة. ومع ذلك، عندما تظهر باقة من زهور الداليا أمامنا بهدوء، نشعر كما لو أن شعاعاً من النور قد دخل شقوق الحياة، مُتيحاً لنا اكتشاف ذلك العالم الشعري المفقود منذ زمن طويل من خلال اسم الزهرة.
كان الأمر أشبه بجنية تخرج من حديقة حالمة، فتأسر انتباهي على الفور. أزهار الداليا الكبيرة والممتلئة، بتلاتها المتعددة الطبقات كتحف فنية متقنة الصنع، تمتد من المركز، وكأنها تُقدم للعالم فخرها وجمالها. أما ورد الشاي، كرفيق الداليا اللطيف، فله أزهار صغيرة ورقيقة، لكنها تحتفظ برقة مميزة. هناك شعور جمالي طبيعي وناعم، كما لو أن الزهور تتمايل برفق مع النسيم، مُظهرةً حيويةً نابضةً بالحياة.
في الليل، يُضيء ضوءٌ خافتٌ الباقة، مُضفيًا جوًا دافئًا ورومانسيًا. وأنا مستلقيةٌ على سريري، أُحدّق في زهور الداليا والفاوانيا الجميلة، أشعرُ بسكينةٍ وراحةٍ، تُتيح لجسدي وعقلي المُرهقَين الاسترخاءَ والراحة. إنها ليست مجرد زينة، بل هي بمثابة مفتاحٍ يفتحُ رحلةً شعريةً لروحي. في كل مرةٍ أراها، تتبادر إلى ذهني مناظر جميلةٌ مُتنوعة.
لنُقدّر التجربة الشعرية التي تُضفيها هذه الباقة من زهور الداليا والفاوانيا الاصطناعية، ولنستقبل كل نعمة صغيرة في الحياة بقلبٍ مُمتن. في الأيام القادمة، مهما كانت الحياة مُرهقةً ومُزدحمة، لا تنسَ أن تُخصص لنفسك مساحةً من الشعر، لتسمح لروحك بالتحليق بحرية في هذه المساحة.

وقت النشر: ٢٢ يوليو ٢٠٢٥